إن اللغة العربية هي لغة الثقافة الإسلامية ، وجدير بالمسلمين من جميع الأجناس أن
يتعلموها ، فإن لكل ثقافة لغتها ، ولاشك أن لكل ثقافة عامة لغتها الخاصة ،
فللثقافة الطبية لغتها ، وللثقافة القانونية لغتها ، وللثقافة السياسية
لغتها . إن العربية ليست لغة للتعامل اليومي فقط ، بل هي شعيرة إسلامية لا تتم أغلب الشعائر إلا بها . وهي لغة الثقافة الإسلامية .
ولابد أن يكون للثقافة الإسلامية لغتها
، فبعد تحقيق وحدة الشعوب ،فليس من المستحيل أن تتحقق وحدة اللسان ،والقرآن
الكريم ولغته يعدان من أقوى الروابط لجمع كلمة المسلمين فهو حبل الله المتين ،
الذي من اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم ،إذن فلابد من المحافظة على اللغة
العربية ؛ لأنها عنوان مجدنا وعزنا ، والشعوب المتقدمة هي التي تهتم بلغتها وتحافظ
عليها ، فقد جاء على لسان أحد أعضاء مجلس
النواب
الأمريكي (الكونغرس) ، أنه قال: "إننا نصنع القوانين
لمعاقبة
المجرمين ، الذين يسرقون ويقتلون ، فلماذا لا نضع القوانين لمعاقبة الذين يفسدون اللغة ؟
إن كان هذا
الرجل يطالب بسن القوانين التي تحافظ على لغة ليس لها مكانة ولا قداسة ،
فماذا يجب علينا – نحن أبناء العربية- أن نفعله للغتنا
المقدسة التي اكتسبت قدسيتها من كتاب الله عز وجل ؟
إن كل من
يتحامل على اللغة العربية ، ويجحد فضائلها الكثيرة ، ومجدها
الأصيل ، ليس
سوى عدو لدود للأمة الإسلامية ، وللغتها الأم ـ لغة القرآن ــ لغة الثقافة
الإسلامية . وفقنا الله جميعا ، وهدانا لخدمة القرآن
ولغته .
( بتصرف من مقال للدكتور أحمد فريد )